نقف اليوم يا أصدقاءنا عند اسم امرأة عظيمة ساندت الرسول صلى الله عليه وسلم في ترسيخ رسالة الإسلام وهي أمنا خديجة رضي الله عنها و أرضاها...وقبل أن نذكر أهم مراحل حياتها دعونا كالعادة نقدم معنى اسم خديجة والذي تقريبا يحمل معنى واحدا وهو المولودة قبل تمام تسعة أشهر أو قبل تمام الحمل، و- إخراج الشيء الناقص..ويقال !الخداج: النقصان، وخديج: فعيل بمعنى مفعل، أي: مخدج وهو ناقص الخلق
وعن أمنا خديجة (سلام الله عليها) فهي من خيرة نساء قريش شرفاً، وأكثرهنّ مالاً، وأحسنهنّ جمالاً وكانت تدعى في الجاهلية بـ (الطاهرة) ويقال لها: (سيدة قريش) وكل قومها كان حريصاً على الاقتران بها لو يَقْدِر عليه. وقد خطبها عظماء قريش، وبذلوا لها الأموال. وممن خطبها عقبه بن أبي المعيط، والصلت بن أبي يهاب، وأبو جهل، وأبو سفيان، فرفضتهم جميعاً، واختارت النبي (صلى الله عليه وسلم)، لما عرفته فيه من كرم الأخلاق وشرف النفس والسجايا الكريمة العالية.وقد وقفت مع الرسول صلى الله عليه وسلم في أشد الدعوة وساندته بكل شيء. تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول شبابه، وكان عمره خمسًا وعشرين سنة وعمرها أربعون، وعاشت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسًا وعشرين سنة،وهذا كاف ليرد على أعداء الإسلام وأعداء رسولنا صلى الله عليه وسلم في قولهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان شهوانيا يعدد النساء لغاية التعدد فقط. وقد رزق صلى الله عليه وسلم من أمنا خديجة بابنين وأربع بنات، وظلت وفيه له كل الوفاء، فبلغت منزلة عند الله ورسوله حتى أنه روى أنه جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أقريء خديجة السلام من ربها فقالت خديجة بعد أن بلغها الله السلام: ومنه السلام وعلى جبريل السلام. وقد بشرها الله جل وعلا على لسان نبيه محمد عليه الصلاة والسلام ببيت في الجنة من قصب ( اللؤلؤ) المجوف). لا صخب فيه ولا نصب. وهي أفضل أمهات المؤمنين وأفضل نساء العالمين قال عليه الصلاة والسلام "حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون"....وقد ظل الرسول صلى الله عليه وسلم وفيا لها حتى بعد موتها .ويحسن لصديقاتها .. وفي الصحيح عن عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاة يقول: "أرسلوا إلى أصدقاء خديجة. وقد
أثنى النبي صلى الله عليه وسلم . على خديجة ما لم يثن على غيرها، وفي ذلك روت السيدة عائشة رضي الله عنها ، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيُحسن الثناء عليها، فذكرها يومًا من الأيام، فأخذتني الغيرة، فقلت: هل كانت إلا عجوزًا قد أبدلك الله خيرًا منها، فغضب. ثم قال: "لآ، والله مَا أبدلني الله خيرًا منها، آمنت إذ كفر الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء. قالت عائشة: فقلت في نفسي: لا أذكرها بعدها بسبة أبدًا ...أخرجه أبو عمر...وكيف لا يكون موقف الرسول تجاهها هكذا وهي التي كانت وزيرة صدق على الإسلام ..آزرت زوجها في أحرج الأوقات و انفقت كل أموالها أثناء حصار المسلمين واعانته عل تبليغ الرسالة وشاركته الجهاد لذلك اخلص لذكراها واهدى لها أمام قبرها نصر فتح مكة
وتللك هي معالم الوفاء التي ينبغي أن تبنى العلاقات الأسرية على أساسها ، ونتلمّسها ا من هدي المصطفى عليه الصلاة والسلام سيد الأوفياء
.
وما قيل في مدح أمنا خديجة
فهي الحبيبة للقلوب (خديجةٌ
أُمِّي تراعي بالهدى الأبناءَ
أمي وأُمُّ المؤمنين جميعهم
واسأل هنا عن فضلها الأنحاءَ
تاريخُ إعزاز ومجد مشرق
بالعزِّ يروي عبرةً فيحاءَ
سنظل نذكرها ونقرأ سيرةً
عظمى تسابق في الدرا العلياءَ
رباه وفقنا بتوفيق به
فضلا .. ننال بقربها الإدناءَ
صلى الإله على النبي وآلهِ
ما مَجَّ بئرٌ بالحطيم الماءَ
صبري الصبري
ومن بين من حملن هذا الاسم الجميل ايضا نجد الفقيهة القيروانية خديجة بنت الإمام سحنون بن سعيد التنوجي .وقد كانت صاحبة عقل وعلم ودين و كان ابوها يأخذ برايها وقيل أنه لم يقبل القضاء إلا بعد
أن استشارها..واقتصرت حياتها على الصلاة والعبادة والنصيحة ..وكانت نساء زمانها يأخذن عنها في شؤون الدنيا والدين ويقتدين بها
توفيت سنة 270 هجرية ودفنت حذو أبيها العالم والقاضي الإمام سحنون وأخيها محمد بمقبرة آل سحنون المشهورة والتي تقع خارج مدينة القيروان بتونس..رحمها الله ورضي عنها وعن أبيها و أخيها
و نختم بشهيدة تحمل هذا الاسم وهي الشهيدة خديجة شواهنة ..وهي احدى الشهداء السته الذين ارتقوا في احداث يوم الارض في عام 1976....وقد خرجت مساء تبحث عن اخيها الطفل الذي ذهب ولم يعد..ليتلقاها احد الجنود الصهاينة اللعناء عن بعد ستة امتار برصاصة في صدرها أردتها
قتيله في ترب الارض الطاهرة وقد استشهدت في ريعان شبابها عن عمر 23 عام
فالمجد والخلود لشهداء وشهيدات أمتنا
وننتظر منكم كالعادة المزيد من الإثراء لهذا الاسم
0 التعليقات:
إرسال تعليق