عاشت الأسماء: واسم اليوم آمنة

بمناسبة ذكرى مولد رسولنا صلى الله عليه وسلم اخترنا ان يكون اسم اليوم اسم والدته وهي السيدة آمنة
وكالعادة سنبحث عن معنى الاسم والشهيرات اللاتي حملن هذا الاسم

فاسم آمنة مشتق من الأمن وهي المطمئنة التي لا تفزع ولا تخاف
وممن حملن هذا الاسم هن كثيرات ونبدأ كما أشرنا في المقدمة باسم والدة رسولنا صلى الله عليه وسلم...
، التي تندرج من أسرة " آل زهرة " ذات المكانه العظيمة ...فقد كان أبوها " وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي" سيد بني زهرة شرفا وحسبا، وفيه يقول الشاعر: يا وهب يا بن الماجد بن زهرة * سُدت كلابا كلهاابن مرة * بحسبٍ زاكٍ وأمٍّ بـرّة

ولم يكن نسب "آمنة" من جهة أمها، دون ذلك عراقة وأصالة فهي ابنة برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب"... فتجمع في نسب " آمنة" عز بني عبد مناف حسب وأصالة. ..ويؤكد هذه العراقة والأصالة بالنسب اعتزاز الرسول صلى الله عليه وسلم بنسبه حيث قال : "...لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة مصفى مهذبا، لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما "
.و قد كان مشهود لآمنة بالشرف والأدب،كما اتسمت بالبيان، وعرفت بالذكاء وطلاقة اللسان، وكانت تنادى بزهرة قريش

تزوجت من عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم الذي اشتهر بالوسامة والشرف والحسب ..وقد خطبته أكثر من واحدة لنفسها غير أن عبدالله كان زاهدا في كل أنثى سواها.. .وبقي " عبد الله" مع عروسه أياما، وقيل إن المدة لم تتجاوز عشرة أيام؛ لأنه يجب عليه أن يلحق بالقافلة التجارية المسافرة إلى غزة والشام

. ومرت الأيام و"آمنة "تشعر بلوعة الفراق، ولهفة والحنين لرؤية عبد الله حتى إنها فضلت العزلة والاستسلام لذكرياتها مع " عبد الله" بدلا من أن تكون مع أهلها. ومرت الأيام شعرت خلالها " آمنة" ببوادر الحمل،وفي لحظات نومها كان تراودها أجمل وأروع الأحلام والرؤى عن الجنين الذي في أحشائها، وتسمع كأن أحداًًً يبشرها بنبوءة وخبر عظيم لهذا الجنين... و بعد انتظار استقبلت خبر وفاة حبيبها وزوجها عبدالله فحزنت حزنا شديدا وكذلك أهلها وكل قريش
. فوجدت " آمنة" في الجنين الذي في أحشائها مواساة لها عن وفاة الزوج، ووجدت فيه من يخفف أحزانها... وتكررت الرؤى عند "آمنة" وسمعت كأن أحد يقول لها :" أعيذيه بالواحد، من شر كل حاسد، وسمه محمد".

وجاءتها آلام المخاض فكانت وحيدة ليس معها أحد ولكنها شعرت بنور يغمرها من كل جانب، وخيل لها أن "مريم ابنة عمران"، "وآسية امرأة فرعون"، و"هاجر أم إسماعيل" كلهن بجنبها، فشعرت بالنور الذي انبثق منها، ومن ثم وضعت وليدها ..فقد ولد الهدى الذي سيكزن رسول الله ورحمة للعالمين ... . وفرح الناس وفرح الجد " عبد المطلب" بحفيده، وشكر الرب على نعمته العظيمة وأنشد يقول:
الحمد الله الذي أعطاني هذا الغلام الطيب الأردان قد ساد في المهد على الغلمان أعيذه من شر ذي شنآن من حسد مضطرب العنان
وسماه "محمداً"، ولما سئل عن سبب تسميته محمداً قال ليكون محموداً في الأرض وفي السماء
وبعد بضعة أيام جف لبن " آمنة" لما أصابها من الحزن والأسى لموت زوجها الغالي عليها فأعطته " لحليمة بنت أبي ذؤيب السعدي" لترضعه، فبات عندهم حتى انتهت سنة رضاعته وأرجعته إلى "آمنة". وفي الفترة التي عاش عند "حليمة" حدثت للرسول صلى الله عليه وسلم حادثة شق الصدر التي فزعت النفوس بها.

ولما بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم السادسة من عمره اصطحبته السيدة آمنة إلى أخوال أبيه المقيمين في يثرب لمشاهدة قبر فقيدهما الغالي، ومكثت بجوار قبر زوجها ما يقارب شهرا كاملا، وهي تبكي وتتذكر الأيام الخوالي التي جمعتها معه بينما "محمد" يلهو ويلعب مع أخواله. وإثر عاصفة حارة وقوية هبت عليهم تعبت "آمنة" في طريقها بين البلدتين. فشعرت "آمنة" بأن أجلها قد حان وكانت تهمس بأنها ستموت، ثم أخذها الموت من بين ذراعي ولدها الصغير وفارقت هذه الدنيا. وانهلت أعين الطفل بالبكاء بين ذراعي أمه، فهو لم يدرك معنى الموت -بعد-. فأخذته " أم أيمن" فضمته المسكين إلى صدرها وأخذت تحاول أن تفهمه معنى الموت حتى يفهمه. وعاد اليتيم الصغير إلى مكة حاملا في قلبه الصغير الحزن والألم، ورأى بعينيه مشهد موت أعز الناس وأقربهم إلى قلبه؛ أمه آمنة التي يصعب عليه فراقها.
ماتت "زهرة قريش" السيدة العظيمة، سنة 45 ق.هـ الموافق 575 م...لكنها . خلدت في قلب أهل مكة، وفي قلب ابنها سيد البشر، وفي قلوبنا جميعا لانها أم نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم. وقد اصطفاه الله- عز وجل -من بين الخلق ليحمل رسالة عظيمة إلى شتى أنحاء العالم وللبشر.أنصارها في تزايد في كل زمان ومكان
رحم الله آمنة والدة رسولنا صلى الله عليه وسلم




ومن اللاتي حملن هذا الاسم أيضا نجد آمنة بنت الأرقم المخزومية
صاحبة البئر، وهي صحابية من نساء بني المخزوم اللاتي آمن وهاجرن ...وقد كان يتم الاجتماع بالمؤمنين في مرحلة الدعوة السرية في بيت أبيها على الصفا, فكانت آمنة ممن عاصر فجر الدعوة وتابع فصولها.
عندما هاجر المسلمون إلى المدينة , كما كانت في أول من هاجر, ولأنها من أوائل المسلمات ومن زمرة المهاجرات وهبها رسول الله صلى الله عليه وسلم بئراً في المدينة ودعا لها فيها بالبركة, فكانت هذه البئر تدعى باسمها فيقال لها: بئر آمنة.
روى حفيدها أبو السائب المخزومي عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطعها بئراً ببطن العقيق فكانت تسمى بئر آمنة, وبارك لها فيها: أي دعا لها بالبركة في بئرها. والعقيق وادٍ خصيب بالمدينة المنورة.

كل سنة و نحن على سيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم ونترك لكم المجال يا أصدقائنا لتفيدونا بما لديكم عن اسم آمنة

0 التعليقات:

إرسال تعليق