المنفرجة

القصيدة المنفرجة لابن النحوي




المتوفى سنة 513هـ بقلعة ابن حماد بالمسيلة .
الموجود ضريحه بجانب القلعة الغربي قرب باب الجنان حيث يوجد مسجد قرية صغيرة لا تزال موجودة سميت باسم أبي الفضل .
ــ
هو: يوسف بن محمد بن يوسف التوزي و يكنى أبو الفضل معروف بابن النحوي مغربي توزي الأصل من تونس
ــ أخذ صحيح البخاري عن اللخمي و المازري و أبي زكريا الشقراطيسي و كان عارفا بأصول الدين و الفقه و أخذ عنه القاضي موسى بن حماد الصنهاجي و أقرأ النحو و أخذه عنه ابو محمد عبد الله بن سليمان التاهرتي و ابن الرمامة مفتي فاس
ــ و كان من العلماء العاملين على سنن الصالحين مجاب الدعوة و كان من حفاظ الحديث كما اشتهر بالفقه و التبحر فيه مع الزهد
ــ توفي بقلعة الحمادية سنة ثلاث عشرة و خمسمائة،
ــ والنظم من بحر الخبب و تفصيله فاعلن ثمان مرات و هي أربعين بيتا.

قصة قصيدة
يرى المترجمون
له متفقين أنه بعد خروجه من بلدته توزر لاعتداء واليها عليه واغتصاب
أملاكه ، توجه إلى الجزائر ، وأقام بمسجد في قلعة بني حماد بالمسيلة ،
ونظم القصيدة مبتهلا بها إلى الله بعد أن دعاه متضرعا إليه في تهجده بقوله :
لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا
فقمت أشكوا إلى مولاي ما أجد
وقلت : يا سيدي يا منتهى أملــــــي
يا من عليه بكشف الضر أعتمـــــــد
أشكو إليك أمورا أنت تعلمهـــــــــــــــــــا
ما لي على حملها صبر ولا جلــــــد
وقد مددت يدي بالضر مشتكيـــــــــــــــــا
إليك يا خير من مدت إليه يــــــــــد

فرأى الوالي
رؤيا أفزعته مذعورا ، وكف عن ظلمه معترفا بذنبه ، وكتب له بإعادة أملاكه ،
لأنه رأى في منامه النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يقول له : أبعث لأبي
الفضل بن النحوي في المسجد المعروف بكذا في بلد الجزائر من يأتيك به ،
ويقضي مآربه ، فوجه الخليفة عنه . فلما حضر بين يديه قال له:
ـ ما حاجتك يا أبا الفضل ؟
فأخبره بأمره . فكتب له باعادة جميع ما أخبره به . ثم قال له :
ـ ما وسيلتك عند رسول الله ؟
فأخبره بنظم هذه القصيدة .
قصيدة المنفرجة لأبي الفضل يوسف بن محمد بن يوسف التوزري المعروف بابن النحوي،إِشتدّي أزمةُ تنفرجي *** قد آذَنَ لَيلُكِ بالبَلَجِ
و ظلام الليل له سُرُجٌ *** حتى يغشاه أبو السُّرُج
و سحاب الخير له مطرٌ *** فإذا جاء الإبَّانُ تَجِي
و فوائد مولانا جُمَلٌ *** لسُروج الأنفسِ و المُهَجِ
و لها أَرَجٌ مُحْيٍ أبدا *** فَاقْصِد مَحْيَا ذَاكَ الأرَجِ
فَلَرُبَّتَمَا فَاضَ المَحْيَا *** بِبُحورِ المَوْجِ من اللُّجَجِ
_______والخلق جميعا في يده *** فَذَوُ سَعَةٍ و ذَوُ حَرَجِ
و نُزولُهُمُ و طُلوعُهُمُ *** فإلى دَرَكٍ و على دَرَجٍ
و معايِشُهُم و عَواقِبُهُم *** ليست في المَشْيِ على عِوَجِ
حِكَمٌ نُسِجَتْ بِيَدٍ حَكَمَتْ *** ثم انتسجَت بالمُنْتَسِجِ
فإذا اقْتَصَدَت ثم انْعَرَجَت *** فبمُقْتَصِدٍ و بمُنْعَرِجِ
شَهِدَت بعجائِبها حُجَجٌ *** قامت بالأمر على الحُجَجِ
_______و رِضًا بقضاء الله حِجَا *** فعلى مَرْكوزَتِها فَعُجِ
فإذا انفتحت أبوابُ هُدَى *** فاعجل بخزائنها و لِجِ
وإذا حاوَلْتَ نِهايتَها *** فاحذَرْ إذْ ذَاك من العَرَجِ
لتكون من السُّبّاقِ إذا *** ما جِئْتَ إلى تلك الفُرُجِ
فهناك العَيْشُ و بَهجَتُهُ *** فَبِمُبتهِجٍ و بمُنْتَهِجِ
فَهِجِ الأعمال إذا رَكَدَتْ *** و إذا ما هِجْتَ إذَن تَهِجِ
و معاصي الله سَمَاجَتُهَا *** تَزدانُ لذي الخُلقِ السَّمِج
و لِطاعَتِه و صَبَاحَتِها *** أنوارُ صبَاحٍ مُنْبَلِجِ
من يخْطو بحُورَ الخُلْدِ بِها *** يَحظَى بالحُور و بالفَنَجِ
___________فكُنِ المَرْضِيَ لهَا بِتُقاً *** تَرْضَاهُ غَداً و تَكونَ نَجِي
و اتْلُ القرآن بقَلْبٍ ذِي *** حُزنٍ و بصَوتٍ فيه شَجِ
و صلاة الليل مسافَتُها *** فاذهَبْ فيها بالفَهْمِ و جِي
و تأمَّلَها و معانِيها *** تَأتِي الفِردوسَ و تَبْتَهجِ
و اشرب تَسْنِيمَ مُفَجِّرِها *** لا مُمْتَزِجًا و بمُمْتَزِجِ
_________مُدِحَ العَقلُ الآتِيهِ هُدًى *** و هَوَى المُتَوَلِّ عنه هُجِي
و كتاب الله رِيَاضَتُهُ *** لِعُقُولِ النَّاسِ بِمُنْدَرِجِ
و خِيارُ الخَلْقِ هُدَاتُهُمُ *** و سِوَاهُمْ من هَمَجِ الهَمَجِ
فإذا كنت المِقْدَامَ فَلا *** تَجْزَعْ في الحَربِ من الرَّهَجِ
و إذا أبْصَرْتَ مَنَارَ هُدَى *** فاظْهَر فَرْدًا فَوْقَ الثَّبَجِ
و إذا اشْتَاقَت نفسٌ وَجَدت *** ألَمًا بالشَّوقِ المُعْتَلِجِ
و ثَنَايَا الحَسْنا ضَاحِكةً *** و تَمَامُ الضَّحْكِ على الفَلَجِ
و غِيابُ الأسْرارِ اجْتَمَعَتْ *** بأمانتِها تحت السُّرُجِ
و الرِّفْقُ يدوم لصاحِبهِ *** و الخِرْقُ يَصِير إلى الهَرَجِ
________صَلَواتُ اللهِ على المَهْدِي *** الهادي الناس إلى النَّهْجِ
و أبي بكرٍ في سيرَتِه *** و لِسانِ مقالتِه اللَّهِجِ
و أبي حَفْصٍ و كرامتِهِ *** في قِصَّةِ سَارِيَةَ الخَلَجِ
و أبي عَمْرٍ ذي النُّورَيْنِ *** المُسْتَهْدِ المُسْتَحْيِ البَهِجِ
و أبي حَسَنٍ في العِلْمِ إذَا *** وَافَى بسَحائِبِه الخَلَجِ
و على السِّبْطَيْنِ و أمِّهِما *** و جميعِ الآلِ بمُنْدَرِجِ

و صَحَابَتِهِم و قَرَابَتِهِمْ *** و قُفَاتُ الأثْرِ بلا عِوَجِ
و على تُبّاعِهُمُ العُلَمَا *** بعَوارِفِ دينِهِم البَهِجِ
يا رَبِّ بهِم و بآلِهِم *** عجِّل بالنَّصْرِ و بالفَرَجِ
و ارحَم يا أكْرَمَ مَنْ رحِمَا *** عَبْدًا عن بابِكَ لَمْ يَعُجِ
و اخْتِمْ عمَلِي بخَواتِمِها *** لِأكون غدًا في الحَشْرِ نَجِي
لَكِنِّي بجُودِكَ مُعْتَرِفٌ *** فاقْبَلْ بمَعَاذِرِي حِجَجِي
و إذَا بك ضَاقَ الأمْرُ فَقُلْ *** إشْتَدِّي أزْمَةُ تَنْفَرِجِي


0 التعليقات:

إرسال تعليق