عاشت الأسماء : واسم اليوم رقية

عاشت الأسماء : واسم اليوم رقية

نعود لكم أصدقاءنا بركن أحببتموه وتفاعلتم معه وهو ركن الأسماء العربية
التي نبحث فيه عن معانيها والمشاهير الذين حملوا هذه الأسماء في التاريخ القديم والمعاصر مع الوقوف على بعض العبر التي تتجلى لنا من كل اسم...وقد اخترنا اليوم اسم رقية

وكلمة (رقية) - كما جاء في اللغة هي تصغير لراقية بمعنى الارتفاع والسمو والتصغير هنا للتحبيب
ومن معانيه أيضا التعويذة وقد قال ابن الأثير: الرقية:العوذة التي يرقي بها صاحب الآفة كالحمى والصرع وغير ذلك من الآفات..وقيل أن
الاسم هو تصغير لطيف للفظ رقية بمعنى الدعاء والابتهال إلى الله في شأن أصحاب البلاء.

ومن الشهيرات اللاتي حملن هذا الاسم نجد احدى بنات الرسول صلى الله عليه وسلم ..وقد تزوجت رقية من عتبة بن أبي لهب وتزوجت اختها أم كلثوم بأخيه عتيبة ...فلما نزلت سورة تبت قال لهما أبوهما أبو لهب وأمهما أم جميل بنت حرب بن أمية حمالة الحطب: فارقا ابنتي محمد. ففارقاهما.
. ..وقد عوض الله رقية بزوج صالح كريم و من النفر الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، و هو (عثمان بن عفان) صاحب النسب العريق، والطلعة البهية، والمال الموفور، والخلق الكرم..

وقد أسلمت رقية رضوان الله عليها حين أسلمت أمها خديجة بنت خويلد وبايعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هي وأخواتها حين بايعه النساء.
ونود ان نقف هنا وقفة لنرد على الذين يدعون أن الإسلام أهان المرأة وحرمها من حقوقها السياسية ولكن هذه البيعة بيعة النساء أو بيعة العقبة الأولى هي بمثابة ما يسمى اليوم الانتخابات التي ربما تحرم فيها المرأة بالفعل من حقها السياسي بتزوير صوتها أو إلغائه بطريقة او باخرى

وكانت السيدة رقية من بين المهاجرين للحبشة مع زوجها عثمان وقد قال
رسول الله (صلى الله عليه و سلم)عن هجرتهما لأبي بكر : يا أبا بكر إنهما لأول من هاجر بعد لوط و إبراهيم عليهما الصلاة و السلام
وهذا دليل آخر على ان المرأة عند الرسول صلى الله عليه وسلم لم تكن مغبونة في خيمة ولا يحق لها التنقل والسفر كما يدعي اعداء الإسلام في عصرنا بل تعيش حياتها الطبيعية وحرة التنقل
وتوفيت السيدة رقية (رضي الله عنها وأرضاها ) ولها من العمر اثنتان وعشرون سنة ودفنت في البقيع
رحم الله رقية بطلة الهجرتين، وصلاة وسلاماً على والدها في العالمين ورحم معها أمها وأخواتها وابنها وشهداء بدر الأبطال، وسلام عليها وعلى المجاهدين الذين بذلوا ما تسع لهم أنفسهم به من نصره لدين الله ودفاع عن كلمة الحق والتوحيد إلى يوم الدين، و السعي إلى إعلاء كلمة الله.

أما رقية الثانية التي نود أن نقف على سيرتها لنعطي لمحة عن حياتها القصيرة ولكن المليئة بالعبر فهي رقية بنت الإمام الحسين التي ولدت ما بين عام (57 هـ و58 هـ) ووفاتها في (5 صفر 61 هـ)، وذلك بحسب الشيخ علي الرباني الخلخالي
ولم يعرف في التاريخ سابقة لتعلق ابنة بوالدها إلا جدتها فاطمة الزهراء (ع) وتعلقها بأبيها رسول الله (ص) وذلك لما تميز به الإمام الحسين (ع) من رحمة وحنو.. على الجميع وخصوصاً أطفاله.. ونساءه
فرغم صغر سنها -5 سنوات- فقد رثت أباها قائلة
أبتاه من الذي أيتمني على صغر سني؟
يا أبتاه من بقي بعدك نرجوه؟
يا أبتاه من لليتيمة حتى تكبر؟
ثم إنها وضعت فمها على فمه الشريف وبكت بكاءً شديداً حتى غشي عليها، فلما حركوها فإذا هي قد فارقت روحها الدنيا،


أما عن رقيات هذا العصر فإننا سنكتفي بذكر رقية كنعان ..وهي
قاصة وروائية أردنية ، فلسطينية الأصل من مدينة بيسان

من مواليد الأردن عام 1972

حاصلة على شهادة البكالوريوس في هندسة الحاسبات الإلكترونية من جامعة بغداد عام 1994

تكتب الشعر والقصة و تنشر في الصحف والمجلات ومواقع الفضاء الإلكتروني الثقافية

لها رواية واحدة مخطوطة معدة للطبع قريب
من بين الأسئلة التي وجهت إليها في بعض الحوارات

ما رأيك بالغزو الثقافي الذي نشهده هذه الأيام من قبل القصاصين الشباب؟ وهل تجدين بأن هذا الاقتحام صحي ومفيد، أم هو تخبط وتشتت لا غير ؟؟
فأجابت
لا أحبذ تعابير الغزو، فإن كان من غزو ثقافي فقد داهمنا من ثقافة أخرى صدرت لنا قشورها وأخذت الجوهر بعيدا، نظرت لنا بدونية من زاوية الفضيحة و زادتنا شعورا بالنقص واندفعنا نحن إلى أحضانها بدافع العطش والضجر من سنوات العجز والهامشية على المستوى الجمعي والفردي معا.

ونحن إن اخترنا أصدقاءنا هذا السؤال فلكي تعطونا آراءكم حول الغزو الثقافي لأمتنا وكيفية تعاملنا معه؟
هل استفدنا منه؟
هل تخلينا على ثقافتنا وتبنينا من هذا الغزو إلا القشور كما قالت رقية كنعان؟

ننتظر تفاعلكم مع الاسم لتفيدونا بمعلومات إضافية عنه وعن رايكم في الغزو الثقافي الذي داهمنا منذ عقود عبر وسائل العصر الحديثة ونتائجة
وشكرا لكم

0 التعليقات:

إرسال تعليق