أزهار المتقين من رياض الصالحين

عباد الرحمان
يقول الحق سبحانه: " وعباد الرحمان الذين يمشون على الأرض هونا و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما 63 والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما64 - الفرقان
فاول صفة لعباد الرحمان انهم يمشون على الأرض هونا , أي, بوقار وسكينة ولين ورفق ..وقيل ان المشي الهون هو الذي يسير فيه الإنسان على سجيته بدون افتعال عظمة او مشية معينة في إعجاب بالنفس أو تكبر واختيال وبدون انكسار أيضا وذلة بل يمشي مشيا طبيعيا
فالمتكبر المختال إنسان مضروب على قلبه الحجاب ولم يلتفت إلى ربه الأعلى, ويظن أنه أحسن الناس ولكنه لو استحضر كبرياء ربه لاستحي أن يكون متكبرا

أما صفة عباد الرحمان في علاقاتهم بالناس قال عنها ربنا: " و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما63 الفرقان
والجاهلون هم السفهاء والسفيه هو الذي لا يزن الأمور ولا يعقل كلامه ولا يضع كل كلمة في موضعها ولا يعلم ان لكل مقام مقال
فهذا الجاهل السفيه لا تكن مثله وترد عليه مثل قوله فجواب ما يكره هو السكوت و إلا لو سفهت عليه كما سفه عليك فقد صرت مثله تماما لذلك لا بدو ان تشعره بالفرق بينك وبينه
ولكن إذا اشتدت سفاهته عليك وطغى وبغى فيباح أن ترد العدوان بمثله لانه قد ظن أن هذا السكوت ضعف فعليك ان تبين له ان سكوتك ليس ضعفا بل كرم خلق

ومعنى " وقالوا سلاما-63- الفرقان-" أي سلام المتاركة وسلام المتاركة غير سلام التحية الذي تلقيه على من يقابلك حين تبدأه بالسلام , و قد يتحول سلام المتاركة احيانا إلى سلام التحية للإنصراف مثلما قال سيدنا إبراهيم عليه السلام لآزر بعدما دعاه إلى الإسلام فأبى ولم يقتنع فانصرف عنه قائلا: " سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا 47- مريم

أما حال عباد الرحمان مع خالقهم فقد وصفهم الله لنا في قوله : " والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما-64- الفرقان
فساعة يبيت الواحد منهم في الليل يحاسب نفسه وماذا قدم من عمل في نهاره ويتذكر نعم الله التي تجلت عليه في ذلك اليوم فيشكر ربه عليها ويبيت لربه ساجدا ولو بعدد قليل من الركعات

اللهم اجعلنا من عبادك


0 التعليقات:

إرسال تعليق