احتفالات الكتاتيب

لتلاميذ الكتاتيب احتفالات عديدة وهي : أيام الزينة في عيدي الفطر والأضحى، وأيام التقصيد في المولد الشريف، ويوم الشعبانية الذي يجري في بعض مدن العمالة.

فأيام الزينة هي إعطاء التلاميذ حريتهم يوما أو أكثر، وذلك قبل احد العيدين بعشرة أيام، ريثما تزوق ألواحهم بالألوان ثم يرفعونها ويغلق الكتاب الى سابع العيد، لكن قبل الزينة يجلب كل تلميذ للمؤدب ريالا (60 صانتيما) أو أكثر أو اقل مع أربع من بيض الدجاج، ويسمى ذلك "فلوس الزينة".

ويقع إبطال التلامذة عن مباشرة العمل يوم رأس السنة الهجرية ويوم عاشوراء.
أما أيام اللعب والتقصيد في المولد فانه عند حلول غرة ربيع الأنوار يشرع في تلحين القصائد التي تتضمن مديح الحضرة النبوية بكل كتاب، مثل نظم "البردة أو الهمزية" فيلحنون في كل يوم نصيبا. ثم تجرى بينهم العاب بسيطة، فإذا جاء يوم المولد أتى كل تلميذ بماعون من العصيدة فيبعث المؤدب إلى داره بشئ من ذلك، يأكل التلامذة مع بعضهم شيئا، ويتصدقون بالباقي. وفي نفس ذلك اليوم أو الذي بعده يأتي "الفرّاق" وهو عون من طرف حضرة الباي المعظم يطوف على كتاتيب الحاضرة كلها فيعطي لكل مؤدب خمسة ريالات (ثلاثة فرنكات)، ولكل تلميذ نصف ريال (ثلاثين سانتيما) ثم يقرؤون الفاتحة وتعطل القراءة مدة أسبوع.

وأما الشعبانية فلا اعرف هل كان لها وجود بالحاضرة في القديم أم لا، غير أني اعرف إنها لم تزل موجودة عند كتاتيب بعض مدن العمالة. وذلك أن المؤدب في شهر شعبان يجمع من التلامذة شيئا من المال، والكسكسي، والزيت، وبيض الدجاج، فيشتري كبشا أو تيسا فيطبخه في داره. ويدعو بعض أحبابه من الحفاظ ويخرج بتلاميذه خارج البلد فيقيمون بمكان فسيح رائق ويجري التلامذة هناك عدة العاب، ثم يرجعون مع مؤدبهم عند الزوال أو بعده فيذهبون إلى دار المؤدب ويترنمون بالأناشيد ساعة من زمان، ثم يتناولون من الطعام الذي أعده المؤدب لهم ويقرؤون الفاتحة ويذهبون في حال سبيلهم فلا يرجعون


0 التعليقات:

إرسال تعليق