مسلسلات تركية وصحوة عربية
رأي القدس 3/21/2010
القرار الذي اتخذته محطتان تلفزيونيتان عربيتان (دبي وام.بي.سي) بشراء مسلسل تركي (صرخة حجر) واثار غضب اسرائيل، يعكس توجهاً جديداً شجاعاً يستحق التنويه، خاصة ان بعض القنوات العربية رضخت في الماضي لعمليات ابتزاز وتهديد اسرائيلية، وأوقفت أو عدلت بعض المسلسلات العربية لتجنب انتقادات اسرائيلية.
فالاسرائيليون الذين استخدموا مصطلح معاداة السامية لابتزاز العالم بأسره، واخراس كل الاصوات التي تنتقد جرائم الحرب الاسرائيلية في حق العرب في لبنان وفلسطين وقبلها مصر وسورية والاردن، أرادوا ان يشهروا السلاح نفسه في وجه القنوات العربية ايضاً، وحققوا بعض النجاحات في هذا الخصوص، خاصة في 'زمن سلام الشجعان' الذي ساد المنطقة منذ توقيع اتفاقات اوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية عام 1993، وما تبعها بعد ذلك من معاهدات سلام عربية اسرائيلية.
المسلسل التركي الجديد المكون من 13 حلقة، وبثته احدى المحطات التركية كاملاً (تي.آر.تي الحكومية) دون اي اعتبار للانتقادات والاحتجاجات الاسرائيلية، يتحدث عن الارهاب الاسرائيلي في الاراضي المحتلة، وخاصة العدوان الاخير على قطاع غزة، وتحتوي بعض لقطاته على جنود اسرائيليين يطلقون النار على طفل رضيع بين ذراعي والدته ويردونه قتيلاً.
رأي القدس 3/21/2010
القرار الذي اتخذته محطتان تلفزيونيتان عربيتان (دبي وام.بي.سي) بشراء مسلسل تركي (صرخة حجر) واثار غضب اسرائيل، يعكس توجهاً جديداً شجاعاً يستحق التنويه، خاصة ان بعض القنوات العربية رضخت في الماضي لعمليات ابتزاز وتهديد اسرائيلية، وأوقفت أو عدلت بعض المسلسلات العربية لتجنب انتقادات اسرائيلية.
فالاسرائيليون الذين استخدموا مصطلح معاداة السامية لابتزاز العالم بأسره، واخراس كل الاصوات التي تنتقد جرائم الحرب الاسرائيلية في حق العرب في لبنان وفلسطين وقبلها مصر وسورية والاردن، أرادوا ان يشهروا السلاح نفسه في وجه القنوات العربية ايضاً، وحققوا بعض النجاحات في هذا الخصوص، خاصة في 'زمن سلام الشجعان' الذي ساد المنطقة منذ توقيع اتفاقات اوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية عام 1993، وما تبعها بعد ذلك من معاهدات سلام عربية اسرائيلية.
المسلسل التركي الجديد المكون من 13 حلقة، وبثته احدى المحطات التركية كاملاً (تي.آر.تي الحكومية) دون اي اعتبار للانتقادات والاحتجاجات الاسرائيلية، يتحدث عن الارهاب الاسرائيلي في الاراضي المحتلة، وخاصة العدوان الاخير على قطاع غزة، وتحتوي بعض لقطاته على جنود اسرائيليين يطلقون النار على طفل رضيع بين ذراعي والدته ويردونه قتيلاً.
ولا نعرف اين معاداة السامية في هذا المسلسل، فالعالم بأسره شاهد الجنود الاسرائيليين وهم يطلقون صواريخهم وقذائف دباباتهم على المدارس والمستشفيات التابعة لوكالة الامم المتحدة (اونروا) في قطاع غزة، مثلما شاهدوا بالصوت والصورة قنابل الفوسفور الابيض تحرق اجساد الاطفال الطرية.
بضاعة الابتزاز الاسرائيلية هذه التي تسوق تحت ستار معاداة السامية بارت ولم تعد تعطي مفعولها. وباتت تعطي نتائج عكسية تماماً، من حيث اثارة الاشمئزاز من كثرة ما استخدمت وبطرق استفزازية ولأتفه الاسباب.
يسجل للمنتجين والفنانين والمخرجين والمؤلفين الاتراك شجاعتهم في انتاج مثل هذه المسلسلات، وتضمينها حقائق
ووقائع لا يمكن نكرانها، ولا نبالغ اذا قلنا انها اقل من الحقيقة في بعض الحالات. وتحضرنا في هذا الخصوص مجزرتا قانا في جنوب لبنان، الاولى ارتكبت في عهد حكومة شمعون بيريس، والثانية بتعليمات من ايهود اولمرت رئيس حزب كاديما 'المعتدل'، وكذلك مجزرة مدرسة بحر البقر المصرية، واعدام الاسرى المصريين من قبل الجنود الاسرائيليين.
كنا نتمنى لو ان شركات الانتاج العربية هي التي انتجت مثل هذه المسلسلات وباعتها الى العالم بأسره، ولكن من المؤسف ان حملات الارهاب الفكري الاسرائيلية اعطت ثمارها في فترة سوداء من تاريخ العرب، كان عنوانها امكانية تحقيق السلام مع حكومات اسرائيلية ارادت مثل هذا السلام لبناء المزيد من المستوطنات، وتحقيق اهداف التطبيع، وتبييض وجه اسرائيل العنصري العدواني امام العالم بأسره.
الشركات السينمائية العالمية انتجت مئات الافلام الدرامية والوثائقية التي تبرز جرائم النازية في حق اليهود، وخاصة المحرقة (الهولوكوست)، ونجحت هذه الافلام في تقديم صورة بشعة عن النازيين والفاشيين، علقت في اذهان الاجيال الحالية وبلورت افكارها ومواقفها.
المطلوب ان تقوم شركات الانتاج العربية بالشيء نفسه حالياً، خاصة ان هناك مئات الملايين من الدولارات تنفق حالياً على انتاج افلام الخلاعة لتخريب الاجيال المقبلة وزعزعة افكارها وقيمها العربية والاسلامية.
عرض المسلسلات التركية الوطنية في محطات عربية يجب ان يكون خطوة اولى في هذا الصدد، تعكس توجهاً عربياً اسلامياً جديداً، يركز على كيفية تعبئة الاجيال الحالية والقادمة خلف القضايا الوطنية العادلة، وهذا اضعف الايمان.
فتركيا ليست مناظر خلابة، وقصصا غرامية، وخيانات زوجية، مثلما صورها لنا مسلسل مهند وامثاله، وانما دولة اسلامية تتعاطف مع قضايا العرب والمسلمين ايضاً، وتتصدى للجرائم الاسرائيلية في حقهم.
جريدة القدس العربي
0 التعليقات:
إرسال تعليق