كفانا سياسة

لا بد أن نعلم يقينا أن التغيير نحو الأفضل يبدأ من عندنا ،
من التشكيلات المختلفة للمجتمع المدني
من العائلة
من أنفسنا
فرغم المصطلحات المنمقة الطاغية و المترنمة بالعلمانية و الحداثة و المزركشة بمصطلحات دخيلة لا يستوعب الناعقين بها و لا حتى متلقيها مفاهيمها
فان نجم الفردانية قد بدأ في الأفول
و بدأ بزوغ نجم الرجوع الى الهوية و الالتفاف حول المقدس
و هي ظاهرة غير مقتصرة على أمتنا العربية الاسلامية بل انها بدأت بوادرها في المجتمعات الغربية
و ما صعود الأحزاب اليمينية في أوروبا و دور المححافظين الجدد في أمريكا الا دليل على افلاس ايديولوجيات الالحاد و الكلام المعسول للعلمانيين
سيما و أن صراعهم صار صراع حضارات كما تكهن و أعلن بذلك فرانسيس فوكوياما المنظر لنهج اليمين الأمريكي اثر مقال نشره
سنة 1989

ليتحول ذلك المقال الى كتاب "نهاية التاريخ والإنسان الأخير"
يحذر فيه فوكوياما الغرب من المد الحضاري للاسلام و من الخطر القادم من الصين.
و في هذا الخضم من الصراع و التدافع بين مختلف المنظومات
و السائر نحو تقديس أكثر للموروث الحضاري و البحث عن الانتماء الى تجمعات اقليمية لمجابهة التحديات
وجب علينا أن نعمل أولا على التخلص من رواسب الفردانية
و سموم الالحاد و ترهات العلمانية
و العمل على احياء موروثنا الحضاري و تبسيطه للعامة دون الحاجة لعبارات و تركيبات صعيبة تكون موضوع تراشق بين نخبة رأسها في السماء و أرجلهها ليست على أرض الواقع

علينا أن نبسط الحديث و نرجع الى الأسس الأولى لأخلاقنا
و نحث على الفضيلة و اصلاح النفس و الحث على الخير و اصلاح العائلة و التعليم و الاعلام
علينا أن نسعى الى تربية أطفالنا التربية السوية على أسس سليمة بعيدة عن التطرف و العصبية و ادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة

علينا أن ننسى ساستنا و حكامنا و أنظمتنا و نركز اهتماماتنا بتغيير أنفسنا و محيطنا نحو الأفضل
فكما قال سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم
:"كما تكونوا يولى عليكم

فأن أغرس في ابني حب التعلم و الصلاة في وقتها و الابتعاد عن الزنا و الفاحشة و عدم الكذب و النفاق و الرياء و عدم التدخين و أن أربي ابنتي على الحياء و العفة
و الطهارة، فكل ذلك لا يتطلب دولة جمهورية أو ملكية،
نظاما برلمانيا أو رئاسيا،
ديمقراطية مباشرة يباشر فيها الشعب السلطة أو ديموقراطية غير مباشرة، تفريقا بين السلط أو تداخلا بينهم......الخ

فببناء الانسان السوي تستوي سياساتنا
و باستواء سياساتنا تستوي لنا الطريق لفتح كامل فلسطين
و ليست حدود 67 فقط:)


0 التعليقات:

إرسال تعليق