أزهار المتقين من رياض الصالحين

حوار ساخن


يقول الشيخ جاسم المطوع في كتاب قطار المستغفرين

بكيت يوماً من كثرة ذنوبي ، وقلة حسناتي ، فانحدرت دمعة من عيني

وقالت : ما بك يا عبد الله ؟



قلت : وما الذي أخرجك ؟

قالت : حرارة قلبك

قلت مستغرباً : حرارة قلبي .... وما الذي أشعل قلبي ناراً

قالت : الذنوب والمعاصي

قلت : وهل يؤثر الذنب في حرارة القلب ؟

قالت : نعم .. ألم تقرأ دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، دائماً : - اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد - . ولا يطفي النار إلا الماء البارد والثلج

قلت : صدقت ... فإني أشعر بالقلق والضيق وأظنها من حرقة القلب بكثرة المعاصي

قالت : نعم .. فإن للمعصية شؤم على صاحبها ، فتب إلى الله يا عبد الله

قلت : أريد أن أسأل سؤالاً

قالت : تفضل

قلت : إني أجد قسوة في قلبي ، فكيف خرجت منه ؟

قالت : إنه داعي الفطرة يا عبد الله . وإن الناس اليوم تحجرت قلوبهم فلم تكد ترى قلباً نقياً دائم الاتصال بالله إلا نُدر

قلت : وما السبب يا دمعتي ؟

قالت : حب الدنيا والتعلق بها .. فالناس كلهم منكبين عليها إلا من رحم ربي ، ومثل الدنيا كالحية تعجبك نعومتها وتقتلك سمها ، والناس يستمتعون بنعومتها ولا ينظرون إلى السم القاتل بها

قلت : وماذا تقصدين بالسم ؟

قالت : الذنوب والمعاصي ، فإن الذنوب سموم القلوب فلابد من إخراجها وإلا مات القلب

قلت : وكيف نطهر قلوبنا من السموم ؟

قالت : قال تعال : - والذين إذا فعلوا فاحشة او ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون - الآية 135 سورة عمران

0 التعليقات:

إرسال تعليق